مشروع استضافة نموذج الأمم المتحدة بولاية شليسفيج هولشتاين في مدرسة ليف إريكسون بكيل – هامبورج
بعد أشهر من التحضير والتشوق، غادر 14 طالبًا منا من الصفوف 10 و11 و12 بالمدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية بمرافقة السيدة جورج والسيدة يويك للمشاركة في نموذج الأمم المتحدة من 6-18 مارس إلى مدينة كيل الألمانية.
كيف يتصرف الدبلوماسيون؟ كيف يعبرون عن أنفسهم؟ ما هي الإجراءات العملية لمؤتمر وكيف أشارك بشكل صحيح؟ هذه هي الأسئلة التي تعرضنا لها أولا من خلال المحاضرات والمحاكاة، ثم عقدت بعد ذلك ورش عمل تناولت شرح مشكلة ما والتعامل معها بشكل أكثر تفصيلا ووضوحا، سواء كانت حدود النمو الاقتصادي أو تأثير الدولار على العالم.
أقيم حفل الافتتاح الرسمي في المساء، وألقى العديد من ممثلي المنظمات والجهات الراعية لنموذج الأمم المتحدة كلمات، منهم السيدة كريستينا هيربست، رئيسة برلمان ولاية شليسفيغ هولشتاين. وفي نهاية الحدث تبقى لدينا وقت للتعرف على زملائنا المندوبين قبل البداية الرسمية لأيام المؤتمر.
بدأ الحدث رسميًا في برلمان ولاية كيل يوم الجمعة. بعد ترحيب الأمين العام، ذهبنا إلى لجاننا كمندوبين من بلد واحد. ناقشت كل لجنة موضوع مختلف، فالجمعية العامة تناولت موضوع “الذاكرة العالمية حول الاستعمار”، وكان “التعامل مع الهجرة بسبب تغير المناخ” على جدول أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي. في المساء، عرضت صحافة نموذج الأمم المتحدة لجميع المشاركين مقطع فيديو يحتوي على الأخبار اليومية التي جمعوها على مدار اليوم وقاموا بتجميعها في تقرير فيديو. بعد ذلك، أقيمت أمسية من المحاضرات حول موضوع “التنمية المستدامة في الممارسة العملية: دور اليونيدو في التنمية الاقتصادية”، والتي قدمت رؤى مثيرة للاهتمام حول تنفيذ البرامج الداعمة للبلدان الفقيرة. هدف اليونيدو هو توزيع الموارد المالية على المنظمات.
عادت المناقشات مرة أخرى لتعقد يوم السبت في اللجان المعنية، وإلى جانب ذلك أقيم ما يسمى بـ”سوق الفرص” في برلمان الولاية، والذي أتاح لنا الفرصة للتعرف على الخيارات المتاحة بعد المدرسة وفرص المشاركة المدنية خارج نطاق المحاكاة. أنشأت العديد من المنظمات المحلية والوطنية أكشاك المعلومات الخاصة بها، ليتعرف الحاضرون عليها بشكل أفضل.
وأقيم حفل الختام مساء الأحد، مع كلمات ختامية للأمين العام ورؤساء اللجان، كما كان بانتظارنا حفل راقص مع موسيقى. انتهى الحفل في الساعة 11 مساءً وعدنا إلى نزل الشباب بعد قضاء أمسية لطيفة للغاية.
من المؤكد أننا حصلنا بشكل عام على فكرة عن فن التفاوض على المسرح الدبلوماسي، الأمر الذي لم يكن مفيدًا فحسب، بل كان ممتعًا أيضًا. قد تبدو إمكانية تولي دور دولة أخرى وتمثيل وجهة نظر جديدة حول قضية ما أمرًا صعبًا، ولكن سرعان ما تعتاد على هذا الدور الجديد. تحث البيئة الرسمية الخاصة في برلمان ولاية كيل، على تعلم التعبير دبلوماسيًا ودعم وجهة نظر الدولة بالحجج، حيث تقودك هذه البيئة إلى نسيان الجزء “النموذجي” من نموذج الأمم المتحدة وتشعر تقريبًا وكأنك دبلوماسي حقيقي.
أخذتنا المحطة التالية في الرحلة إلى مدرسة ليف إريكسون المجتمعية، التي تقع في إحدى ضواحي مدينة كيل. بعد أن رحب بنا مدير المدرسة، السيد روزر، بحفاوة، تم تقسيمنا إلى صفوف دراسية مختلفة من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة حول الدراسة بالمدرسة. لاحظنا منذ اللقاء الأول مدى اهتمام طلاب مدرسة ليف إريكسون بنا. لقد طرحوا علينا العديد من الأسئلة حول أصولنا وثقافتنا واستخدامنا للغة الألمانية كمتحدثين بها كلغة أجنبية. تحدثنا كثيرًا عن أنفسنا وقدمنا دعمنا لهم في الحصة. لقد لاحظنا اختلافات كثيرة مقارنة بحصص مدرستنا، والتي وضحت حتى من الجدول. بالإضافة إلى الدروس القصيرة التي تبلغ مدتها 60 دقيقة، تركز الدروس بشكل أكبر على المواد العملية. تم دمج العلوم الطبيعية الثلاثة في مادة واحدة، في حين تشكل موضوعات مثل التثقيف الغذائي وتثقيف المستهلك ودروس التعليم الذاتي جزءًا كبيرًا من جدول الحصص. لاحظنا أيضًا رقمنة المدرسة، إذ حلت الأجهزة اللوحية (تابلتس) التي يتعلم بها الطلاب إلى حد كبير محل الكتب والورق والأقلام. لقد دهشنا بشكل خاص بما يسمى برنامج DaZ (الألمانية كلغة ثانية)، الذي يتيح للطلاب غير الألمان من بلدان مختلفة تمامًا، غالبًا ما مروا بتجارب مؤلمة نتيجة اللجوء، فرصة تعلم اللغة الألمانية بشكل مكثف. سعد طلاب هذا البرنامج بدعمنا لهم للغاية، كما التزمنا من جانبنا بمساعدتهم قدر استطاعتنا.
وقت الفراغ في كيل ولاحقًا في هامبورج أيضًا تم إستغلاله جيدًا. بعد إرهاق المشاركة في مؤتمرات نموذج الأمم المتحدة ، رافقنا مدرس سابق في جولة في مدينة كيل. بدأنا جولتنا فوق جسر Hörnbrücke، التي تربط وسط مدينة كيل بمنطقة Düsternbrook. بعد ذلك ذهبنا إلى ساحة البحارة في كيل، والتي عرفناها بالطبع من حصة التاريخ. في قاعة مجلس مدينة كيل، أبهرتنا التفاصيل الفنية والأجواء التاريخية – ليس أقلها مصعد باتيرنوستر (باللاتينية: صلاة أبانا)، الذي لا يتوقف أبدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن قاعة مجلس المدينة ليست مجرد مركز إداري، ولكنها أيضًا مكان لقاء ثقافي لإقامة المناسبات والمعارض. وكانت محطتنا الأخيرة هي كنيسة القديس نيكولاي، إحدى أقدم الكنائس في كيل. لقد أعجبنا كثيرًا بالطراز المعماري القوطي والزخارف الفنية؛ أما داخل الكنيسة فقد غمرنا السلام والجو الروحي. بعد الوقت الذي قضيناه في كيل، واصلنا رحلتنا إلى هامبورج، وأول زيارة كانت لكنيسة القديس يعقوبي، التي تعد معلمًا مهمًا للمدينة بهندستها المعمارية المبنية من الطوب حيث يمكنك الاستمتاع بإطلالة بانورامية على مدينة هامبورج بعد صعود برج الكنيسة. بعد ذلك قمنا بزيارة قاعة الفن بالمدينة. يضم هذا المتحف الفني الشهير مجموعة واسعة من اللوحات والمنحوتات والرسومات من عصور مختلفة. في اليوم السابق لمغادرتنا قمنا باستكشاف سوق السمك المعروف بالأسماك الطازجة وجميع أنواع الفواكه والخضروات بالإضافة إلى الملابس والهدايا التذكارية. ثم قمنا بجولة في ميناء نهر إلبه لرؤية المدينة من زاوية مختلفة. بينما كنا نرتاح على سطح السفينة، مررنا عبر المستودعات التاريخية في لمخازن المدينة وأعجبنا بالهندسة المعمارية الرائعة الحديثة لحي الميناء. ثم مشينا بعد ذلك بوقت قصير عبر نفق إلبه، وهو نفق تم افتتاحه في عام 1911 ويربط الحافة الشمالية للميناء في جسور سانت باولي بجزيرة شتاينفيردر في إلبه. اختتمنا جولتنا السياحية بالتوقف في قاعة أوركسترا الألبه، وتشتهر القاعة الموسيقية الحديثة بواجهتها الزجاجية الفريدة بالإضافة إلى عروضها الموسيقية العالمية. هناك استمتعنا بآخر لمحات هامبورج في طقس مشمس.
وفد نموذج الأمم المتحدة إلى مدينة كيل، مارس 2024
