اللغة الألمانية وإبداعاتها العظيمة من نشيد النيبلونجن حتى لوتر وجوته إلى اليوم … لغة تمثل لي بثرائها ومرونتها وقوة تعبيراتها وما بها من ألعاب وأمزجة واستثناءات وموسيقية وروح وفكاهة أثمن الكنوز وأوفى صديق وهي عزائي في حياتي.
هيرمان هيسه (1877 – 1962)
من يقرأ هذه الكلمات للكاتب هيرمان هيسه صاحب الأصول الألمانية السويسري والحائز على جائزة نوبل للآداب لن يصبر حتى يتمكن من تعلم اللغة الألمانية. إلى جانب القوة التعبيرية وقوة الصور الكامنة في كلماتها تكمن جاذبيتها أولا في عشق أعمال الأدباء الألمان والتي تعطي للطلاب والطالبات خلال مسارهم المدرسي لمحة داخل الثقافة الألمانية.
مادة اللغة الألمانية في المدرسة لها مهمة محورية، مع غيرها من المواد المتخصصة التي تدرس بها وترسخ الكفاءات اللغوية الكافية، هي أن يجتاز الطلاب والطالبات شهادة الأبيتور الألمانية الدولية بنجاح.
لذا تقوم حصة اللغة الألمانية في المدرسة بمساهمة أساسية في التعليم الأساسي للطلاب في شكل توصيل المعرفة التي تساعد في إيجاد الوجهة، والتصرف من خلال اللغة والأدب والوسائل الإعلامية، والقدرة الملائمة في الفهم والتفاهم. هكذا نضع أسس المتطلبات لاجتياز شهادة المدرسة والمشاركة الناجحة في الحياة الاجتماعية، والتعامل مع الناس، والاعتماد على الذات، وكذلك الاستعداد لتحمل المسئولية والتعاون.
يساهم كل مجال تعليمي بحصة اللغة الألمانية في تأسيس كفاءات تخصصية ومنهجية وكفاءات اجتماعية وذاتية، ويتم تنميتها بشكل مستمر على أسس التعلم التعاوني. إن تنوع طلابنا وطالباتنا وواقع حياتهم يعتبر أساس تنمية الانفتاح والاستعداد للتفاهم والتسامح. من خلال استيعاب النصوص يتم تنمية كفاءة التعامل مع ثقافات متعددة في حصة اللغة الألمانية.
تنصب عناية المدرسة الألمانية على توصيل معرفة لغوية سليمة؛ إذ أن أغلب الطلاب والطالبات يدرسون اللغة الألمانية كلغة أجنبية. يجب إذن أن يتسم التوصيل في حصة اللغة الألمانية بالحساسية اللغوية مع مراعاة عناصر تعلم اللغة الألمانية كلغة أجنبية باستمرارية أو تكاملية.
إن التباين بين مجموعات الدارسين تتطلب عروضا تناسب كل منها، ويتم ذلك من خلال الكتاب التعليمي “كتاب الألماني/النسخة المتباينة”. كما أنه يتم اللجوء إلى تدابير أخرى خاصة بالتمييز النوعي والكمي والفردي. أيضًا يجب ملاحظة أن المدرسة الألمانية تمنح شهادة إنهاء المرحلة المدرسية بعد الصف العاشر.
خلال الصف الخامس في بداية العام المدرسي يتم إجراء اختبار عن طريق مسح القدرات الإملائية حسب نموذج مونستر يعتبر أساس للتشاور والتنمية الفردية. كما تقدم دروس دعم لتقوية كفاءة القراءة بشكل مكثف من خلال برنامج ” اناتولين “، وهي منصة تعليمية على الانترنت لرفع كفاءة القراءة. ثم يستعرض الدارسون هذه الكفاءات كل عام في مسابقة القراءة لإثبات جدارتهم من خلال منافسة طلاب وطالبات من مدارس أخرى.
وفي هذا السياق نُذكر أيضًا بصفوف المرحلة ” ن ” التي لها وضع خاص فيما يخص عملية تعلم طلابها وطالباتها اللغة الألمانية في المدرسة.
في المرحلة العليا للجمنازيوم يمكن للدارسين أن يصلوا لغويًا إلى مستوى يسمح لهم بالدراسة في جامعة ألمانية وأن يدخلوا الحياة العملية في ألمانيا.
إن استخدام الوسائل الرقمية له دور مهم في حصة اللغة الألمانية أيضًا. خلال مواجهة أزمة الكورونا حصل طلابنا وطالباتنا على خبرات مفيدة فيما يخص منصات التواصل، والتوسع في كفاءاتهم اللغوية بطريقة رقمية. هكذا قاموا بعمل مساهمات ابتكارية من خلال مشروعات علمية إعلامية في حصة اللغة الألمانية، علي سبيل المثال فيلم عن ” عصور الأدب الألماني “.
