“لن يحل السلام بين شعوب العالم بدون سلام بين أديان العالم”
ترى المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية بالقاهرة نفسها – كمدرسة التقاء حضاري في مصر- ملتزمةً بهذا الهدف الذي وضعه عالم اللاهوت “هانز كونج” نصب عينيه، حيث تشكل مركزًا للالتقاء من خلال حصص الدين المشترك للصفين الحادي عشر والثاني عشر.
فبعد أن كان تدريس الطلاب والطالبات في السنوات السابقة يتم في مجموعات دينية منفصلة، أصبحت حصص الدين في السنوات الدراسية الأخيرة تتم متضمنة الفصل بأكمله. حيث يتلقى الطلاب من مختلف الديانات والطوائف دروس التربية الدينية من فريق تدريس مكون من معلم مسيحي ومعلم مسلم. وتتناول الفصول موضوعات لاهوتية جوهرية، مثل الأنثروبولوجيا واللاهوت والعلوم المسيحية والكتب المقدسة والأخلاق من منظور الديانتين، ويتم مناقشتها على خلفية القضايا الحالية.
إنَّ ما يتعلمه الطلاب في المقام الأول هو شرح دينهم للآخرين، وفي الوقت نفسه يتعرفون على معتقدات كانت قبل ذلك غريبة عليهم، فيتوصلون إلى اكتشاف مشتركات، كما يتعلمون أيضا ضرورة فهم الاختلافات وتحملها والتسامح معها. كما يهدف التفاعل الواعي المتفكر خلال الحديث المشترك إلى تحسين مهارات الحوار لدى الطلاب ومنحهم القدرة على العمل كسفراء من أجل السلام بين الأديان في مجالات حياتهم المختلفة في مصر وخارجها حتى بعد انتهاء فترة الدراسة في المدرسة الألمانية.
توفر المدرسة بالإضافة إلى ذلك للطلاب فرصة لممارسة دينهم في المسجد وخلال قداس المدرسة صباح يوم الأحد. علاوة على ذلك، ينظم مدرسو مادة التربية الدينية مع الفصول المختلفة احتفالًا تأمليًا بين الأديان للمدرسة بأكملها في كل عيد الميلاد. ومن الأنشطة البارزة الأخرى رحلة تتم سنويًا للصف الحادي عشر إلى القاهرة القديمة لزيارة معبد يهودي وكنيسة ومسجد وبالتالي اكتشاف تنوع الأديان في محيطهم المباشر وبناء جسور الحوار.
إن مفهوم التعليم الديني المشترك ملمح تنفرد به حتى الآن المدرسة الألمانية الإنجيلية الثانوية بالقاهرة، وهو يعتبر قدوة ونموذج تقدمي مستقبلي يحتذى به يبرز أهمية التعليم الديني في ضوء التحديات المجتمعية التي يشهدها عصرنا.